الحرية لكل الشباب المغربي

نوفل البعمري
احتجاجات الحسيمة و ما تلاها من اعتقالات و محاكمات؛ و مع ارتفاع العدد و تزايده؛ و تزايد معها حجم الأصوات المطالبة بالإفراج عنهم خاصةمن خلال مسلك العفو الملكي؛ نحتاج لنتذكر كل الشباب المغربي المعتقل على خلفيات مختلفة؛ نستحضر أولهم شباب التدوينات الفيسبوكية الذي اعتقلوا على خلفية ما عرف بالاشادة بالارهاب بعيد مقتل السفير الروسي في تركيا في عملية لا يمكن إلا أن توصف بالإرهابية؛ بناء على البلاغ الذي وقعه كل من وزير العدل السابق مصطفى الرميد و وزير الداخلية محمد حصاد..و هم الشباب الذين أغلبهم و بالعودة للتدوينات التي قاموا بنشرها كانت أغلبها بحسن نية؛ فيها نوع من سوء التقدير؛ و الحماسة الزائدة؛ و لا يمكن تصورها أنها كانت بخلفية إجرامية أو أنها كانت تهدف الى الاشادة بالإرهاب حسب صك متابعة النيابة العامة؛ مرور أكثر من 6 أشهر من الإعتقال و الحرمان من الحرية في إطار القانون في ظل إجراءات التحقيق و البحث ثم المحاكمة؛ يمكن القول أنها مدة كافية لتحقيق الردع؛ و الزجر الذي هو جوهر القانون الجنائي؛ و عمقه، بالتأكيد سيكون قد تحقق جوهره و الهدف من إقرار العقوبات؛ أضف لذلك أن أغلبهم طلبة و تلاميذ و أي عقوبة سالبة للحرية ستؤثر بلا شك على مستقبلهم الدراسي و المهني؛ لست في معرض تقديم مرافعة دفاعية عنهم؛ لكن اللحظة مواتية لاستغلالها بشكل ايجابي لإحداث انفراج كامل لمختلف الأسر المغربية؛ لأمهات و آباء شباب الحسيمة؛ و لامهات و أسر ما بات يعرف بشباب الفيسبوك.
اللحظة الحالية؛ هي أنسب لحظة لنطوي عدة ملفات و نتوجه للمستقبل؛ و ننهي عدة ملفات قد يكون استمرارها معيقا لمسيرة المغرب الذي و منذ سنة انطلق بقوة نحو عمقه العربي من خلال القمة المغربية/الخليجية؛ و الأممي بمجلس حقوق الإنسان و الادوار الكبرى التي بدأ يلعبها في الساحة الحقوقية على الصعيد الدولي؛ ثم على مستوى الأمم المتحدة….وصولا لعودته المشرفة للإتحاد الإفريقي؛ و توقيعه على اتفاقيات اقتصادية كبرى؛ دون نسيان خطاب الملك في داكار الموجه للشعب الإفريقي….؛ هذا هو المسار التصاعدي الذي انطلق المغرب فيه؛ ملكا؛ شعبا؛ و مؤسسات….استمرار هذه الملفات مفتوحة سيلهي المغرب عن استكمال أوراشه و مشاريعه؛ و مسلسله.
الجميع يتحدث عن إمكانية قرب انفراج في ملف شباب الحسيمة المعتقلين؛ و عن إمكانية وجود عفو ملكي شامل؛ وهو ما نتمناه لهم و لكل المعتقلين على خلفية احتجاجات الحسيمة لأن ما ينتظر بلادنا من تحديات كبرى خارجية ذكرنا بعضا منها أعلاه؛ داخليا على مستوى القوانين التنظيمية و تنزيلها؛ على مستوى بناء جهويات موسعة حقيقية تستجيب لروح الدستور و على التحديات الإقتصادية الكبيرة التي قد تنعش دورة الإنتاج ببلادنا و تستوعب جيوش العاطلين والمعطلين من شبابنا….كلها تحديات حقيقية تنتظر تعبئة شاملة لمختلف قوى المغرب خاصة شبابه المتواجد في ”الهامش”.
مطلب الحرية لشباب الحسيمة؛ وجب توسيعه بنفس الصيغة أو بصيغ قضائية؛ و مسطرية-إجرائية على رأسها المتابعة في حالة سراح لمختلف المعتقلين أخذا بعين الإعتبار أن نفس السبب القانوني الذي من خلاله تم تمتيع أحد معتقلي الحسيمة؛ يتوفر عليها مختلف المعتقلين سواء شباب الحسبمة أو شباب الفيسبوك؛ المتعلقة بضمانات الحضور، يتوفر عليها جميع المعتقلين الشباب؛ نحن أمام لحظة مناسبة لإعادة الثقة لهؤلاء الشباب في مؤسسات بلدهم؛ و في جعلهم أكثر إيمان بقوتها و بإمكانية الإنصات لهم و لنبضهم.
هي لحظة مناسبة لنقول الحرية لكل الشباب المغربي.