الوطنية

ترتيب زيارة للملك محمد السادس لمصر

يرتقب أن يقوم الملك محمد السادس خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة رسمية لدولة مصر، إذ ذكرت مصادر إعلامية أن سامح شكري، وزير الخارجية، التقى الجمعة 30 يونيو الجاري، مع وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة العادية الـ 31 للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية بالاتحاد الأفريقي خلال يومي 30 يونيو والأول من يوليو 2017 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وجرى الاتفاق خلالها على ترتيب زيارة للملك إلى مصر.

وفي هذا السياق، وجه وزير الخارجية المغربي الشكر لنظيره المصري، مؤكدًا حرص بلاده على توثيق العلاقات الثنائية مع مصر في كل المجالات، فضلا عن ترتيب زيارة قريبة لملك المغرب، محمد السادس، إلى مصر بصحبة عدد من الوزراء لبحث التعاون الثنائي في عدد من المجالات، منها الزراعة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التعاون في إطار اتفاقية أكادير.

وفي تعليقه على زيارة الملك محمد السادس المرتقبة لمصر، قال تاج الدين الحسيني، في تصريح لموقع “كشك” إن التنسيق بين المغرب ومصر في هذه الفترة بالذات يكتسي أهمية استثنائية، مشيرا إلى أن مصر تعد أكبر دولة في المجموعة العربية بما يناهز 100 مليون نسمة من السكان، والمغرب رغم أن حجمه السكاني يفوق ثلث سكان مصر بنسبة محدودة فقط، ومع ذلك فإنه يكتسي دوره في هذه المنطقة أهمية استراتيجية وكذلك أهمية استثنائية بعد التحاقه بالاتحاد الإفريقي.

وأوضح تاج الدين الحسيني، أن مصر تلعب كذلك دورا أساسيا في هذه المنظمة الإقليمية، بل تبحث أن تكون لها موقع الريادة فيها، بغض النظر عن وجودها في الجامعة العربية، مضيفا أن العلاقات بين المغرب ومصر تعيش فترة من الركوض منذ فترة طويلة، كما أن هذه التطورات التي يعيشها البلدين على المستوى الاستراتيجي وعلى مستوى توازن القوى الإقليمي هو كذلك ليس في مصلحة أي من الطرفين.

وبالتالي من مصلحة المغرب، بحسب المتحدث ذاته، أن ينسق إلى أبعد حدود مع مصر خاصة، أنه على المستوى الاقتصادي، هناك اتفاقية أكادير التي تضم  كل من المغرب ومصر وتونس والأردن والت يتم توقيعها في مارس 2007، وهذه الاتفاقية بسبب بعض العراقيل التي كان تضعها السلطات المصرية في وجه تنفيذها لم تتمكن من الوصول لحجم المبادلات  والميزان التجاري إلى ما هو مطلوب،  خاصة وأن عدة صادرات مغربية تجد عراقيل في السوق المصرية الآن.

ورجح الخبير في العلاقات الدولية، أن مصر قد تكون في المستقبل القريب سوقا مهمة للمغرب فيما يتعلق بإنتاج السيارات، باعتبار أن المغرب على بعد بضع سنوات فقط سيصل إلى إنتاج مليون سيارة من مختلف الأنواع، وربما قد يكون السوق المصري،  مجالا مهما لتسويق هذه المنتجات.

وأفاد تاج الدين الحسيني، أن مجالات التعاون بين مصر والمغرب لا تقتصر فقط على المستوى الصناعي فيما يتعلق  بمنتجات متوسطة ودور شركات الاستثمار بل كذلك حتى  في الميدان الفلاحي، حيث ان إمكانية التعاون مفتوحة  على أعلى مصراعيها بين الطرفين، كما أن مجالات التعاون يمكن أن تشمل أيضا الطاقات المتجددة والبديلة، أو النظيفة بصفة عامة والتي حقق المغرب فيها مستويات جد متطورة خاصة فيما يتعلق بمشروع نور في ورزازات، إذ أصبح المغرب بفضله  يتوفر على أكبر محطة عالمية في الطاقة الشمسية، كذلك حتى في الطاقة الريحية، هناك جهود تبذل بشكل كبير في المغرب لإنشاء مناطق تتوفر على هذه الطاقة ، فضلا على أن المغرب أيضا مقبل على تصفية مياه البحر ربما في أكبر عملية لتصفية مياه البحر سواء للشرب أو للسقي،  وبالتالي إمكانية التعاون بين المغرب ومصر جد واسعة.

وشدّد تاج الدين الحسيني على أن المغرب ومصر  معنيان أيضا بما يجري في منطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أن ما وقع خلال المدة الماضية (في إشارة إلى أزمة قطر) كان له أثر وكان البعض يتخوف من نشوب نوع من العداوة مع بلدان الخليج خاصة السعودية والإمارات، لكن تبين أن هناك تفاهما  واضحا بين الطرفين وتبين أيضا أن هذه الدول  لا تتحفظ على الحياد الإيجابي الذي اختاره المغرب  اتجاه الأزمة، ودور الوساطة الذي يمكن أن يقوم به يورد تاج الدين الحسيني.

وهذا يظهر واضحا بحسب تاج الدين الحسيني، من خلال زيارة شيوخ الإمارات إلى المغرب وربما زيارة مرتقبة للعاهل السعودي لطنجة خلال الشهر المقبل،  وبالتالي فإن مصر التي ضمت صوتها لكل من السعودية والإمارات في هذا الموقف علاقتها بالمغرب يمكن أن ترسخ أيضا هذا النوع من التوجه في هذه الوساطة المغربية التي تعيد العائلة إلى وضعها في منطقة الخليج خاصة وأن المغرب ليست له علاقات جيدة مع مصر فقط ولكن أيضا مع دول الخليج التي ينسج معها علاقات شراكة استراتيجية كانت بديلا للعضوية التي عرضت عليه بعد أحداث الربيع العربي، يقول تاج الدين الحسيني.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن التعاون بين مصر والمغرب أساسي ومهم في المرحلة المقبلة لتأكيد المصالح الأولوية للطرفين معا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock