رئيس مجلس الشرق يخرج عن صمته بعد توظيف ابنتي رئيس البام

دفعت الضجة التي أثيرت أخيرا، حول توظيف ابنتي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس جهة الشرق مصطفى سليسلي، بوكالة تنمية أقاليم الشرق، والمجلس الجهوي للسياحة، رئيس المجلس عبد النبي بعيوي، إلى الخروج عن صمته والإعلان عن استعداد المجلس استقبال أي لجنة للتحقيق والتحري في الموضوع.
وقال بعيوي في بلاغ أصدره زوال يوم أمس، أن أعضاء مجلس جهة الشرق بكل مكوناتهم وألوانهم “لم يكونوا في يوم من الأيام يسعون إلى استفادات شخصية أو عائلية، في الوظائف، وأن أي حالة تسجل في هذا الإطار تبقى حالة منعزلة ويتحمل كل طرف مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاهها”.
وأضاف بعيوي، أن مجلس جهة الشرق يقدر “الجهود الحثيثة للتغلب على آفة البطالة التي ضربت أطنابها في صفوف شباب الجهة، ونسعى بدون كلل أو ملل لإبداع صيغ وأشكال تنموية لامتصاص البطالة وخلق فرص للشغل”.
هذا وخلق توظيف بنتي رئيس فريق البام، جدلا كبيرا في عاصمة الشرق، ودفع بالمعطلين إلى تنفيذ وقفتين احتجاجيتين، الأولى أمام وكالة تنمية أقاليم الشرق، والثانية نظمت يومه الاربعاء أمام مقر مجلس الجهة.
وقال عبد الكريم السعدي، رئيس فرع الجمعية الوطنية لجملة الشهادات المعطلين، أمام زملائه أن رئيس فريق الأصالة والمعاصرة وظف بناته “بطريقة مشبوهة وبتواطؤ مكشوف مع مدير وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، ورئيس مجلس السياحة”.
وأضاف المتحدث ذاته، الذي صب جام غضبه أيضا على المجالس المنتخبة في المدينة من بلدية ومجلس جهة، إن المدير ورئيس الفريق إذا كانت لديهم صفقات ومشاريع شخصية “ابعدوا على الوظيفة العمومية .. الوظيفة العمومية على حد تعبيره هي لأبناء الشعب” يضيف نفس المصدر.
ووجه المعطلون أيضا انتقادات واسعة للمجلس ورئيسه، حيث أكدوا بأن الرئيس وعدهم قبل سنة ونصف بمشاريع لإدماجهم، لكن ذلك لم يتم، كما صبوا جام غضبهم على المستشارين الذين يمسكون بزمام الأمور في بلدية وجدة والذين بينهم من قضى عقوبة حبسية.
بل وربطت مصادر أخرى بين الوظيفة في المجلس الجهوي للسياحة، ومنحة لمجلس جهة الشرق لهذا المجلس، حيث تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي أن المجلس الجهوي للسياحة توصل بمنحة 400 مليون من المجلس الجهوي.
من جانبه، نفى مصطفى سليسلي، أن يكون قد تدخل لابنتيه لشغل الوظيفتين، وأضاف أن إبنته الأولى التي نالت وظيفة في وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، نالت شهادتها من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة ضمن الفوج الأول، قبل أن تحصل على شهادة الماستر من مدينة بوردو الفرنسية، وتقدمت الى مبارتين سابقتين للوكالة نجحت في إجتياز الاختبار الكتابي، ولكن لم تتمكن في المبارتين من إجتياز الاختبار الشفوي، إلا في المبارة الثالثة “وأؤكد لك أنني شخصيا لا أعرف مدير الوكالة السيد محمد مباركي” يضيف سليسلي، الذي يؤكد بأن إبنته نالت الوظيفة عن جدارة واستحقاق وليس بطريقة مشبوهة.
أما ابنته الثانية، التي نالت وظيفة في المجلس الجهوي للسياحة، كشف السليسلي، بأنها خريجة جامعة الأخوين، ونالت شهادة اخرى من احدى جامعات نيويورك، وسبق لها أن درست أيضا في جامعة أمريكية باسطنبول، وتحضر حاليا إجازة أخرى في القانون بالفرنسية، مؤكدا بأنها تقدمت للمباراة التي أعلن عنها المجلس ونالتها، قبل أن يضيف “المجلس عبارة عن جمعية وليس مؤسسة عمومية، وبإمكان المدير أن يوظف فيها وفق القانون الأساسي بشكل مباشر لكن رغم ذلك نظمت مباراة”.
وبخصوص ربط التوظيف بمنحة مجلس الجهة الذي هو عضو فيه، أكد السليسلي، بأن المنحة صرفت للمجلس في فترة سابقة في سنة 2013 قبل انتخاب المجلس الحالي، بل وأبرز بأنه بالنظر إلى الكفاءة التي تتوفر عليه ابنته، تلقت عروضا أخرى للعمل في نفس المجال.
وإتهم السليسلي أطرافا في حزب الاصالة والمعاصرة، الذي ينتمي اليه، بإثارة هذه الامور ضده، بالنظر للعمل الذي يقوم به رفقة رئيس المجلس على مستوى المجلس وعلى مستوى الحزب.