بلدية زايو من تدبير المبادرات إلى تدبير الفوضى والممنوعات

وصف المعمرون الإسبان مدينة زايو بمدينة الجمال والورود، واعتبروها متنفسا يلجأ إليه الإسبان القاطنون بمليلية والقاطنون بمختلف المناطق المجاورة، فهي التي تميزت بحدائقها وما تتوفر عليه من ورود نادرة.
وحتى بعد ذهاب الإسبان سنة 1956 بقت مدينة زايو محجا لأبناء شبه الجزيرة الأيبيرية الذين لم يستطيعوا مقاومة جمال التوميات، وما تزخر به من نظام حياتي جعلها أسبه بمدينة من مدن الأندلس.
حرص الإسبان على بناء حدائق كثيرة بالمدينة، كما حرصوا على تصفيف شوارعها وجعلها في أبهى حلة، فكانت هندسة زايو لا تقل جمالا عن كبرى المدن الشمالية المغربية، وهذا عامل لو استغله المغاربة الذين تقلدوا زمام الأمور بزايو عقب خروج الإسبان لجعوا من هذه المدينة رمزا للجمال والرقي.
هذا ما لم يحصل؛ فبدل أن يتخذ مسيرو الشأن المحلي بزايو من الهندسة الإسبانية نموذجا يواصلون العمل عليه، شرعوا في إغراق المدينة بالفوضى، خاصة مع تقلد حزب الاستقلال لمسؤولية المدينة سنة 1976، ليبدأ مسلسل الإجهاز على كل ما هو جميل بالمدينة.
وها نحن اليوم أمام مدينة تشوهت معالمها، واندثر الكثير منها، ولم يعد للجمال وجود بزايو، وكأن الساكنة لا تستحق الجمال، وكأن أبناء زايو لا تهمهم الحدائق والورود.
مسؤولو زايو بدل القيام بمبادرات تسير بالمدينة نحو الأفضل مع تكريس سياسة الجمال والهندسة الراقية، شرعوا في التأسيس للفوضى واللانظام، وفق سياسة ممنهجة قوامها “افعل ما شئت فكل شيء مباح بزايو”.
إن الفوضى التي شرعت لها بلدية زايو وقروية زايو منذ سنة 1976 هي ما تجنيه ساكنة هذه المدينة اليوم، ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة لا نرى من بلدية زايو سوى محاولاتها لتدبير الفوضى التي أسقطت المدينة فيها.
إن أصح تعبير يمكن إطلاقه على ما يجري بزايو وما اقترفه ويقترفه مجلس البلدية بهذه الميدنة التي تنتمي لإقليم الناظور، هو “بلدية زايو تدبر الفوضى بدل تدبير النظام”.