شبح الجفاف يهدد الجهة الشرقية والوضعية تدعو إلى التعبئة

بات من شبه الأكيد أن بوادر شبح الجفاف بالجهة الشرقية باتت تلوح في الأفق، مما يزيد من تخوف الساكنة من عودة هذه الظاهرة المناخية التي تؤثر على المنظومة الإيكولوجية الهشة أصلا بهذه المناطق، وتسريع وتيرة التصحر الشيء الذي يدعو إلى التعبئة لتجاوز انعكاسات الظاهرة.
فهناك عدة مؤشرات تنذر بضرورة إيجاد حلول عاجلة لإعادة تأهيل هذا المجال الترابي الذي يتشكل من فضاءات شاسعة ومترامية، والحد من الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية.
ويبدو أن الانعكاسات الأكثر وضوحا لظاهرة الجفاف تظهر على المستوى البيئي من حيث تدهور جودة الأراضي الفلاحية والموارد المائية والمحاصيل الزراعية، إلى جانب الانعكاسات الاقتصادية.
وتتسبب هذه الظاهرة الطبيعة في بروز أسباب الهشاشة والفقر والهجرة، ما يستوجب ضرورة اتخاذ تدابير مستدامة لمواجهة ندرة مياه السقي الزراعي.
وتعد هذه الفترة من بين أكثر فترات الجفاف صعوبة مما كانت عليه في السنوات السابقة الشيء الذي أثار مخاوف الفلاحين من تكرار سيناريو سنوات عجاف عرفتها الجهة.
وبدون شك فإن هناك مؤشرات واضحة على أرض الواقع حول انعكاس هذه الظاهرة، التي بدأت معالمها تظهر، فتحليل موضوعي للوضعية الراهنة ميدانيا إلى جانب المعطيات حول الموارد المائية يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، صحة هذا الاستنتاج.
ومن الناحية النظرية فإن المهندسين في هذا المجال يتحدثون عن ثلاثة أنواع من الجفاف تتعلق بالجفاف المناخي والهيدرومتري والهيدروجيولوجي.
فقد تم الى حدود الان تسجيل عجز في نسبة الأمطار برسم الموسم الفلاحي 2016-2017، في منطقة عرفت التساقطات المطرية بها انخفاضا بنسبة 50 في المائة مقارنة بالفترة العادية.
كما أن ملامح الجفاف الهيدرومتري بدأت في الظهور، حيث إن إمدادات سد الحسن الداخل من المياه سجلت عجزا بلغ 50 في المائة مقارنة مع المتوسط السنوي ونسبة الملء الحالية التي لم تتجاوز 27 في المائة.
وعلى المستوى الهيدروجيولوجي، شهدت الفرشات المائية الجوفية، أيضا، انخفاضا طفيفا بحوالي 30 سنتمر في المتوسط .
وقراءة في هذه البيانات، يتفق المختصون على أن الجفاف في المنطقة يعد هيكليا، وأنه يتعين معالجة هذه الإشكالية وفق مقاربة شاملة. ولعل زيارة ميدانية لإقليم ففكيك أو تاوريرت يظهر مدى تأثير هذه الظاهرة، حيث بدأ زحف الرمال على هذه المناطق، كما أن مستعملي الطريق الرابطة بين وجدة وعين بني مطهر وبوعرفة يلاحظون حجم الكثبان الرملية المتحركة.