سلايد Slideمحلية

منتخبو إقليم الناظور وبيع الوهم السياسي

يبدو أن كل الذي تصبح عليه شمس النهار إلا ويريد الدخول في عالم السياسة (النثن) دون قيود ولا شروط، فممارستها ليست رهينة بمستوى تعليمي أو تكوين في المجال، إنها مفتوحة في وجه الجميع، كانوا مثقفين أو أميين، فقط عليك أن تمتلك رأس مال يسمح لك بالإنفاق على حملتك الانتخابية بشكل كافي يحقق لك هدفك في التربع على كرسي النيابة سواء نيابة محلية أو برلمانية، لكن هذا لا يعني أن السياسة خلقت لمثل هؤلاء بل فيها من الشرفاء الكثيرون.

لذلك نجد أن الخطاب السياسي بإقليم الناظور في عامته هو خطاب يتخذ منحى الازدواجية بين خطاب واقعي يشخص الواقع كما هو ويعطي الأرقام بدون أدنى تغيير، يقترح الحلول ويعطي الوعود التي تدخل في صلاحيات المركز النيابي، وهذا هو الأصل الذي يجب أن يكون عند الشخص الممارس للسياسة، وخطاب آخر يأخذ مكانه كثيرا عند الأشخاص الذين لا يفهمون شيئا في السياسة سوى حرف السين، يتميز هذا الأخير بالمثالية المطلقة حيث يقوم السياسي بالركوب على الأحداث الحساسة في منطقته ويقدم وعودا وهمية يستحيل عليه الوفاء بها من قبيل تغيير الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل جذري للمنطقة وإيجاد حلول آنية لمشاكل “الابتزاز”، “الشكايات الكيدية” …

وهذه الاستحالة راجعة إلى حدود صلاحيات المنصب النيابي الذي يتبارى عليه المترشح، إن الاعتماد على أسلوب المكر والخداع وبيع الوهم من طرف بعض السياسيين في الناظور، يمكن قراءة أسبابه من جانبين، الأول يعود لممارس الخطاب الذي يعتمد على جل الأساليب الشرعية والغير الشرعية للوصول إلى الهدف وغالبا ما يكون جاهلا بصلاحيات الموقع الذي ترشح إليه، والجانب الثاني لمتلقي الخطاب أي الساكنة وهي التي تغويها مصطلحات التنمية والتغيير وتقتنع بكل ما تتلقاه من وعود زائفة يساهم في ذلك غياب الوعي السياسي في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock