يضطر تلاميذ دواوير كثيرة بإقليم الناظور إلى توديع أسرهم عن سن مبكر عند نجاحهم في الابتدائي، فيواجهون تحمل المسؤولية من تنظيف الملابس وتنظيم وقتهم وهم لا يتجاوزون بعد 12 سنة.
في السنة الابتدائية الأخيرة يعبئ أبناء القرى ملفا لطلب المنحة لولوج الأقسام الداخلية، هذه الطلبات لا تلبي لكل التلاميذ، فهي تتعلق بمعايير العوز وعدد المنح المتوفرة حسب الأسرة بالداخليات التي تعرف اكتظاظا مهولا وبالتالي يضطر جزء مهم من التلاميذ إلى كراء غرف والتكفل بمصاريف ومسؤولية العيش.
لم تعد مشاكلنا الشوق والحنين إلى الأهل، ولم تعد اهتماماتنا كيف السبيل لحل تمرين أو انجاز واجب، بل كيف نوفر أكلا، مشكلتنا كيف نعيش … هكذا أجاب أحد التلاميذ عندما سألته عن ظروف الدراسة بعيدا عن الأهل، وعندما سألته عن وضع الفتيات رد ضاحكا : “إن لم تستطيع مقاومة ظروف الداخلية، إن كانت ممنوحة، فالأفضل لها أن تنتظر زوجا في منزل أسرتها”.
زر الذهاب إلى الأعلى