سنحاول في هذا المقال المختصر تسليط الضوء على مؤسسة من المؤسسات العمومية بإقليم الناظور وهي مؤسسة الإنعاش الوطني التي أصبحت نزيغ عن الفلسفة والأهداف التي سطرت لها في بداية الاستقلال والمتمثلة في تحقيق التنمية ومحاربة الهشاشة وفك العزلة عن المناطق المهمشة.
لدلك سنعقد مقارنة بين وضع الإنعاش الوطني في الماضي ووضعه في الحاضر، مع التركيز على الوضع المحلي بالناظور حتى يستطيع القارئ الفطن واللبيب أن يحكم بنفسه ويدرك حجم الاختلالات .
في البدايات الأولى لتأسيس الإنعاش الوطني كانت هذه المؤسسة تعوض العمال بالزيت والدقيق والمواد الغذائية الأخرى التي نحصل عليها كمساعدات من الدول المانحة قبل أن يتم استبدال هذا التعويض بالأجر النقدي الذي لم يبلغ بتاتا إلى مستوى الحد الأدنى للأجور التي تسنه الدولة رغم أن مؤسسة الإنعاش الوطني هي مؤسسة تابعة للدولة.
لن نجانب الصواب إدا قلنا أنه خلال العقود الثلاثة الأولى للإنعاش الوطني أنجز مشاريع مهمة بالناظور، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ شق مجموعة من الطرق وبناء القناطر وغير ذلك من المشاريع الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها، فلا أحد طبعا ينكر الدور المهم الذي قامت به هذه المؤسسة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي محليا وإقليميا.
بيد أن مؤسسة الإنعاش الوطني حاليا لم تعد تلعب ذلك الدور الذي كانت تقوم به في السابق بل الأدهى والأمر فإن المؤسسة تحولت إلى بقرة حلوب تستنزف بشكل فظيع في غياب تام لشعار المساءلة وعدم الإفلات من العقاب، وهو ما بات يفرض على المجلس الأعلى للحسابات والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة وجمعيات المجتمع المدني التحرك لحماية المال العام وتعزيز النزاهة والحكامة في هذه المؤسسة الحيوية ومحاربة كل مظاهر الفساد داخلها.
زر الذهاب إلى الأعلى