المحجوب أبكاض
ذات يوم سئمت الحياة
السماوية من حياتي المعتادة ،فسجنت في غابة الوحوش، ولا أحد يعرف المكان الذي قيدوني فيه، سئموا مني ومن جنوني وحيرتي، رميت في أحد سجونهم مكبلاً، لم يعطف على حالي سوى شيخ كبير السن لطالما سمع أشجان النّاي تتطاير في الغابة ألحاناً سموية حزينة .. تقرب إلي الشيخ بتجاعيد الزمان وسبل الفضيلة التي دهست حياته وصمت الشيخ وأطرق برأسه وقلت له ما بك يا سيدي؟ قال أن هذا الذكرى تهينني وتبعت شجوتي وأحزاني ولا أرى لك يا ولدي فائدة من ذكرها، فالحياة كما تعلم ذات لونين أبيض وأسود، وأنتم معشر الشباب لا تحبون منها إلا لونها الأبيض، فلا أريد أن أنحرف بك إلى ما لا تحب من لونيها، فقلت يا سيدي نحن أبناء الدموع والآلام وسلاسل البؤس والشقاء، ومالنا أن نبرأ من أصولنا وأعراقنا أو نذهب في حياتنا مذهباً غير مذهب أبائنا وأجدادنا وهل يطهو معدن النفس من أخلاطه وشوائبه، ولابد لنا حين ننظر إلى نصف الكرة الأرضية نعلم أنه مظلم قاتم … وحسبك الآن يا بني ما عرفت شأني عني، سأفك قيودك لكن قيود الحياة مازالت تنتظرك فقط أزرع الفضيلة في نفسك ومحيطك …
زر الذهاب إلى الأعلى