طوب ناظور
يحظى عمال النظافة في المجتمعات المتحضرة بكل التقدير والاحترام، كون كل عامل هو الجندي الخفي في إظهار الوجه المشرق للمدن، إلا أنهم في مجتمعنا المغربي يواجهون سوء التعامل والاحتقار في كثير من الأحيان ليس لشيء سوى أنهم اختاروا لأنفسهم هذه المهنة الشريفة، ناهيك عن الظلم في أبسط الحقوق، والهضم المتعمد لحقوقهم من قبل بعض الشركات، ولكن رغم ذلك نجد من يسعون لتغيير هذه الصورة السلبية ويعاملونهم بكل إنسانية، وينزعجون كثيرا من الذين ينظرون لهم بدونية ويعاملونهم بطرق غير لائقة.
بزايو شكل أداء عمال النظافة، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، موضوعا لانطباعات إيجابية لشريحة عريضة من المواطنين، الذين أبانوا عن ارتياحهم لحرص العمال على تفادي تراكم النفايات الناتجة عن أنشطة ذبح الأضاحي.
وحظي عمال النظافة الذين تجندوا لأداء مهامهم يوم الأحد الذي صادف أول أيام يوم النحر، بنصيب وافر من ثناء المتتبعين لأداء عملهم، حيث اعتبروا أن هذه الشريحة من المواطنين لها فضل عظيم على باقي أفراد المجتمع، خاصة في يوم عيد الأضحى الذي يعتبر يوم عطلة لأغلب لمعظم الفئات، في حين يتجند هؤلاء لتنظيف المدينة من مخلفات الأضاحي.
يقول أحد هؤلاء الجنود: “نحن جنود الخفاء الحريصون على نظافة المدينة.. هذا ما يردده الكل في حقنا، غير أنه لا أحد يساعدنا على أداء مهامنا وتسهيل مأموريتنا في أيام العيد، فالجميع منشغل بذبح الأضحية والاستمتاع بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية، بينما نحن نسابق عقارب الساعة لجمع أكوام النفايات الناتجة عن رمي بقايا الأضاحي وشي رؤوسها وقوائمها”.
أما في اليوم الثاني من أيام العيد، فإن هذه الفئة تجد نفسها مضطرة إلى بذل مزيد من الجهود وقضاء وقت أطول في جمع النفايات المنزلية التي تكون ممزوجة بجلود الأكباش التي غالبا ما يتم التخلص منها من طرف الأسر. غير أن ما يجعل هذه الفئة تواصل عملها بجدية وجلد وصبر هو إخلاصها في عملها.
إن أقل ما يمكن أن يقال في حق هذه الفئة؛ هو الشكر الجزيل على ما بذلوه ويبذلون من مجهودات، سواء خلال أيام العيد، أو خلال باقي أيام السنة، فتحية لجنود الخفاء الذين يسهرون على نظافة مدينتنا.
زر الذهاب إلى الأعلى